بمُجرّد دخولك إلى مطعم الطبّاخ عماد الأرنب في لندن، ستشاهد الطاولات المُخصّصة للعائلات، وقد زُينت بأطباق التبّولة والحمّص والفلافل والبقلاوة وكبسة الدجاج الحارة:
جميع الوصفات الّتي يعُدها عماد هي وصفات تعلّمها من والدته جميع أرباح المطعم تذهب لصالح مستشفى الأطفال هذا في حلب :
فكرة المطعم بسيطة: "تناول شطيرة فلافل لتُنقذ حياة طفل!"
كان من المُفترض إغلاق مستشفى الأمل للأطفال (Hope Hospital) في شهر نيسان (أبريل) الماضي، وذلك قبل أن يتدخّل مطعم عماد ويقوم بإرسال التبرّعات اليهم. يقدّم المسشفى خدماته لأكثر من 5000 طفل شهرياً، وذلك عن طريق توفير الحاضنات لحديثي الولادة وعناية للحالات الطارئة على مدار اليوم، بالإضافة إلى توفير الأدوية للنساء الحوامل ولفترة ما بعد الحمل، كما تتوفّر إمكانية إجراء العمليات الجراحية.
وصل عماد إلى لندن قادماً من سوريا في شهر تشرين الأول (اكتوبر) عام 2015، بحثاً عن حياة اكثر أمناً له ولأسرته.
إستيقظنا في أحد الأيام لنجد دمشق مُختلفة عمّا عرفناها. دمشق الآن مدينة حزينة جداً، كما لو كانت تذرف الدموعَ حُزناً.
تنقّل عماد في رحلته هذه ما بين تركيا واليونان والبلقان والنمسا وألمانيا وفرنسا. في مدينة كالاس في فرنسا، إستخدم عماد ومن معه كرسي النزهات ووعاءً واحداً وسكينةً واحدةً لإعداد طعام لما يصل إلى 50 شخصاً يومياً لمدة 64 يوماً!
رافقه في رحلته هذه إنطلاقاً من الشارع وصولاً إلى مطعمه في لندن، صديقه الدمشقي المُقرب:
أخيراً، إلتم شمل عماد بعائلته في لندن، وذلك بعد مرور عام على وصوله إلى المملكة المتحدة.
"لم أرَ عائلتي لمدة.. 364 يوماً بالضبط"
وكان من ضمن ما تركه عماد في دمشق، ثلاثة مطاعم ومحلّين لبيع العصائر.
تمكّن عماد من مُمارسة شغفه في الحياة مرةً أخرى، بعد أن ساعدته جمعيات خيرية عديدة وتمكن من فتح مطعم مؤقت (pop-up restaurant) في لندن. في غضون 24 ساعة من إفتتاح المطعم، تمّ بيع الـ 800 بطاقة المخصّصة للمطعم.
تخونني الكلمات إذا اردت وصف المرة الاولى التي قرأت فيها لائحة "مطبخ عماد السوري". إنها لحظة رائعة. لندن تمنحك أملاً بمستقبل أفضل.
أعدّ عماد هذا العام وجبة إفطار لضيف خاصّ: عُمدة لندن السيّد صَديق خان!
ونزولا عند رغبات الجمهور، سيتم تمديد إفتتاح مطعم عماد.
ويأمل عماد، في نهاية المطاف، أن تكون وجباته بمتناول الجميع، بما في ذلك الأشخاص الّذين لا يملكون قوت يومهم.
راودني هذا الحلم لسنوات عديدة. منذ أن غادرت سوريا وحتى اليوم، وأنا أرغب باستخدام مهاراتي في الطبخ كوسيلة لأساعد الناس من حولي على رؤية سوريا بشكل مُختلف، وليتذوقوا المأكولات السورية بطعمها الحقيقي. هذا المطعم هو ردّ لجميل من رحّبوا بي في بريطانيا، وهو كذلك للسوريّين الذين هُم بأمسّ الحاجة للمُساعدة الآن.
جميع الصور نقلاً عن صفحة عماد على إنستغرام. بإمكانكم متابعته هنا 👉@Imadssyriankitchen
للإطلاع على المزيد من القصص، بإمكانك متابعتنا على صفحتنا على الإنستغرام 👉 @refugee.info
شاهد عماد وهو يعمل في مطبخه 👇